كأنك فتحت شباك بيت طيني فوق جبل الأخضر بعد مطر طويل…الهواء مشبع بماء الورد المدخن، والضباب بيحمل همسات من العود والعنبر والمسك، كأن العطر بيحكي لك حكاية قديمة ما اتقالتش غير مرة واحدة… وهمس.
من توقيع دومينيك روبيون – شيخ العطارين، وراسم التفاصيل بأصابع من بخور وماء ورد –
جاء Dejan من Oman Luxury، مش بس عطر…
ده أشبه برحلة روحانية فوق غيمات عمان، رحلة بتمر على شُرفات الذكريات، وتعدي في طرقات الحجر والبخور والقصص المنسية.
ده مش مجرد عطر… ده قصيدة بخور دخاني انكتبت في حضن الضباب اللي بيغطي قمم جبال عُمان.
أول لحظة؟
انفجار دخاني وردي، مش الوردة اللي بتضحك، دي الوردة اللي بتنوح… مدخنة، حزينة، وغامضة.
العود؟
مش الصارخ، مش اللي بيحاول يثبت وجوده… ده العود الصامت، الجالس في ركن المجلس، والكل بيسكت عشان يسمعه.
بين السطور؟
سيبرول أخضر، رطب، بيحملك جوه حديقة مش مطروقة بعد مطر أول الخريف.
فيه نفحات من طين، من عشب مبلول، من سماء ملبدة، ومن أرض لسه بتنفس بخار المطر.
وفي لحظة مفاجئة؟ بتدخل نسمة نظيفة، كأنك لابس قميص أبيض من الكتان اتغسل بماء ورد وجفّ في مهبّ ريح جبلية.
القلب؟
مختلط… بين بخور نقي طالع من مبخرة فضة، ومسك ناعم بيحضنك من غير ما يخنقك.
العنبر؟
مش مسكر… ده عنبر فخم، بيوازن كل حاجة زي ما الرخام بيشيل قبة مسجد.
ديجان مش عطر للمجاملات… ومش معمول عشان تاخد عليه مجاملات.
ديجان عطر بيتلبس لما تكون واثق إنك مش داخل الغرفة، إنت الغرفة نفسها.
⸻
أما اللي بيقارنه بـ The Night من فريدريك مال؟
فغالبًا شاف بس الملامح الخارجية، لكن ما وصلش للجوهر.
The Night صياح، صدامي، حيوان بري في برية عربية.
لكن Dejan؟
ده شاعر في لحظة عزلة… بيلف جلالته حوالين نفسه، وبيسيب العطر يتكلم مكانه.
وبالنسبة للناس اللي بتقارن بعطور أرخص فيها “العود هو البطل الوحيد”؟
أهلاً وسهلاً… بس ديجان مش بيلعب نفس اللعبة.
ديجان مش “عود قوي وخلاص”، ديجان توازن فلسفي بين المكونات، بين الدخان والورد، بين النعومة والحدّة، بين الشرق والكون كله.
⸻
Dejan مش للجميع…
وده سر جماله.
فيه ناس بتفضل تسمع أغاني المهرجانات، وناس بتفضل تستمتع بـ Chopin في ليلة ممطرة.
وده بالضبط الفرق.